البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِيٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ} (21)

وعن مقاتل : لما فتح الله مكة للمؤمنين ، والطائف وخيبر وما حولهم ، قالوا : نرجو أن يظهرنا الله على فارس والروم ، فقال عبد الله بن أبي : أتظنون الروم وفارس كبعض القرى التي غلبتم عليها ؟ والله إنهم لأكثر عدداً وأشد بطشاً من أن تظنوا فيهم ذلك ، فنزلت : { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي } : { كتب } : أي في اللوح المحفوظ ، أو قضى .

وقال قتادة : بمعنى قال ، { ورسلي } : أي من بعثت منهم بالحرب ومن بعثت منهم بالحجة .

{ إن الله قوي } : ينصر حزبه ، { عزيز } : يمنعه من أن يذل .