غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِيٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ} (21)

1

ثم قرر سبب ذلهم بقوله :{ كتب الله } في اللوح { لأغلبن أنا ورسلي } إما بالحجة وحدها أو بها وبالسيف . قال مقاتل : إن المسلمين قالوا : إنا لنرجو أن يظهرنا الله على فارس والروم . فقال عبد الله بن أبيّ : أتظنون أن فارس والروم كبعض القرى التي غلبتموهم عليها ؟ كلا والله إنهم أكثر عدداً وعدّة فنزلت الآية . ثم بين أن الجمع بين الإيمان الخالص وموادّة من حادّ الله ورسوله غير ممكن ولو كان المحادّون بعض الأقربين .

وقال جار الله : هذا من باب التمثيل والغرض أنه لا ينبغي أن يكون وحقه أن يمتنع ولا يوجد . قلت : لو اعتبر كل من الأمرين من حيث الحقيقة كان بينهما أشد التباين ولا حاجة إلى هذا التكلف إلا أن يحمل أحدهما على الحقيقة والآخر على الظاهر فحينئذ قد يجتمعان كما في حق أهل النفاق ، وكما يوجد بعض أهل الإيمان يخالط بعض الكفرة ويعاشرهم لأسباب دنيوية ضرورية ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة فإني أجد فيما أوحي إليّ " .

/خ22