فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِيٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ} (21)

{ كَتَبَ الله لأغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي } الجملة مستأنفة لتقرير ما قبلها مع كونهم في الأذلين : أي كتب في اللوح المحفوظ ، وقضى في سابق علمه : لأغلبنّ أنا ورسلي بالحجة والسيف . قال الزجاج : معنى غلبة الرسل على نوعين : من بعث منهم بالحرب فهو غالب في الحرب ، ومن بعث منهم بغير الحرب فهو غالب بالحجة . قال الفراء : كتب بمعنى قال ، وقوله : { أَنَا } توكيد ، ثم ذكر مثل قول الزجاج : { إِنَّ الله قَوِىٌّ عَزِيزٌ } فهو قويّ على نصر أوليائه غالب لأعدائه لا يغلبه أحد .

/خ22