الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا} (8)

{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ } قال ابن عباس : على قلّته وحسبهم أياه وشهوتهم له ، وقال الداري : على حبّ الله ، وقال الحسين بن الفضل : على حبّ إطعام الطعام . { مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } وهو الحربي يؤخذ قهراً أو المسلم يحبس بحق . قال قتادة : بعد أمر الله بالأسراء أن يحسن إليهم ، وأنّ أسراءهم يومئذ لأهل الشرك فأخوك المسلم أحقّ أن تطعمه ، وقال مجاهد وسعيد بن جبير وعطا : هو المسجون من أهل القبلة . أخبرني الحسن قال : حدّثنا موسى بن محمد بن علي بن عبد الله قال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن ناجية قال : حدّثنا عباد بن أحمد العرزمي قال : حدّثنا عمي عن أبيه عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي( عليه السلام ) " { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً } قال : " فقيراً " { وَيَتِيماً } قال : " لا أب له " { وَأَسِيراً } قال : " المملوك والمسجون " ، وقال أبو حمزة الثمالي : الأسير المرأة ، ودليل هذا التأويل قول النبي ( عليه السلام ) : " استوصوا بالنساء خيراً فإنّهن عندكم عوان " .