الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا} (8)

{ على حُبِّهِ } الضمير للطعام ، أي : مع اشتهائه والحاجة إليه . ونحوه { وآتى المال على حبه } [ البقرة : 177 ] ، { لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } [ آل عمران : 92 ] ، وعن الفضيل بن عياض : على حب الله { وَأَسِيراً } عن الحسن : كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يؤتى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول : أحسن إليه ؛ فيكون عنده اليومين والثلاثة ، فيؤثره على نفسه . وعند عامة العلماء : يجوز الإحسان إلى الكفار في دار الإسلام ولا تصرف إليهم الواجبات وعن قتادة : كان أسيرهم يومئذ المشرك ، وأخوك المسلم أحق أن تطعمه . وعن سعيد بن جبير وعطاء : هو الأسير من أهل القبلة ، وعن أبي سعيد الخدري : هو المملوك والمسجون . وسمى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الغريم أسيراً ، فقال « غريمك أسيرك فأحسن إلى أسيرك » .