وقوله تعالى : { على حُبِّهِ } يحتمل أنْ يعودَ الضمير على الطعام ، وهو قول ابن عباس ، ويحتمل أنْ يعودَ على اللَّه تعالى ؛ قاله أبو سليمان الدَّارانيُّ .
وقوله : { وَأَسِيراً } قال الحسن : ما كان أسراهم إلاَّ مشركين ؛ لأَنَّ في كل ذي كبد رطبة أجراً .
( ت ) : وفي «العتبيةِ » سُئِلَ مالك عن الأسير في هذه الآية أمسلم هو أم مشرك ، فقال : بل مشرك ، وكان ببدر أسارى ، فأنزلت فيهم هذه الآية ؛ فقال ابن رشد : والأظهر حمل الآية على كل أسير ، مسلماً كان أو كافراً ، انتهى يعني : وإنْ كان سبب نزولها ما ذكر فهي عامَّةٌ في كُلِّ أسير إلى يوم القيامة ، وقال أبو سعيد الخُدْرِيُّ : قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " { مِسْكِيناً } قال : فَقِيراً { وَيَتِيماً } قال : لا أَبَ لَهُ { وَأَسِيراً } قال : المَمْلُوكُ والمَسْجُونُ " ، وأسند القُشَيْرِيُّ في رسالته عن مالك ، عن نافع ، عنِ ابن عمر ، عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه قال : قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : " لِكُلِّ شَيْءٍ مِفْتَاحٌ ، وَمِفْتَاحُ الجَنَّةِ حُبُّ المَسَاكِينِ ، والفُقَرَاءُ الصُّبَّرُ هُمْ جُلَسَاءُ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ، انتهى .
وروى الترمذيُّ عن أنس أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " اللَّهُمَّ ، أحْيِنِي مِسْكِيناً ، وأَمِتْنِي مِسْكِيناً ، واحشرني في زُمْرَةِ المَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ! قالَ : إنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً ، يَا عَائِشَةُ ، لاَ تَرُدِّي الْمِسْكِينَ ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، يَا عَائِشَةُ ، أَحِبِّي المَسَاكِينَ وَقَرِّبِيهِمْ ، فَإنَّ اللَّهَ يُقَرِّبُكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قال أبو عيسى : هذا حديث غريب ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.