غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا} (8)

1

وأما الضمير في { حبه } فللطعام أي مع اشتهائه والحاجة إليه كقوله { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون }

[ آل عمران :92 ] { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } [ الحشر : 9 ] وقال الفضيل بن عياض : أي على حب الله عز وجل نظير الآية قوله { وآتى المال على حبه } [ البقرة :177 ] وعنى المسكين واليتيم قد عرف مراراً ، وأما الأسير فعن سعيد بن جبير وعطاء : هو الأسير من أهل القبلة . وعن أبي سعيد الخدري : هو المملوك والمسجون . وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغريم أسيراً فقال " غريمك أسيرك فأحسن أسيرك " وقد سمى الزوجة أسيراً فقال " اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم " أي أسراء . عن الحس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول : أحسن إليه فيكون عنده اليومين والثلاثة فيؤثره على نفسه . وعند عامة العلماء يجوز الإحسان إلى الكفار في دار الإسلام ولا تصرف إليهم الواجبات . والإحسان إليهم في الحال إلى أن يرى الإمام فيهم ما يرى من قتل أو من أو فداء أو استرقاق ، لا ينافي احتمال حكم الإمام عليهم بالقتل في المآل لأن سد خلتهم بالإطعام واجب على الفور وذلك يحتمل التراخي كما في حق من يلزمه القصاص ولم يكن له مال . ثم هذا الإطعام يجب أولاً على الإمام فإن لم يفعله وجب على المسلمين . قال قتادة : كان أسيرهم يومئذ المشرك فأخوك المسلم أحق أن تطعمه . ثم الإطعام ليس بواجب على التعيين ولكن الواجب مواساتهم بأي وجه كان . وإنما عبر عن ذلك بالإطعام لأن سبب النزول كان كذلك ، ولأن المقصود الأعظم من أنواع الإحسان الطعام الذي به قوام البدن . يقال : أكل فلان مال فلان إذا أتلفه بأي وجه كان ، وإن لم يكن بالأكل نفسه .

/خ31