جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا} (8)

{ ويطعمون الطعام على حبه{[5222]} } الأولى أن يكون الضمير للطعام ليكون موافقا لقوله تعالى { لن تنالوا البر } الآية ( آل عمران :92 ) ، ولأن فيما بعده ، وهو لوجه الله فنية أن يكون تقديره على حب الله ، { مسكينا ويتيما وأسيرا } : وإن كان مكن أهل الشرك أمر{[5223]} -عليه السلام- يوم بدر بإكرام الأسراء أو المراد المسجون من المسلمين ، أو المراد الأرقاء نزلت حين نذر{[5224]} علي وفاطمة صوم ثلاث في مرض ولديهما إن بريا فلما صاما وأرادوا الإفطار وقف عليهما مسكين فآثره فباتا بلا عشاء ، ثم وقف عليهما في الليلة الثانية يتيم ، فآثره فباتا جائعين ثم في الثالثة أسير من المشركين فآثره فلم يفطرا في صوم ثلاث إلا بالماء{[5225]} ،


[5222]:في الصحيح "أفضل الصدقة أن تتصدق، وأنت صحيح شحيح تأمل الغنى، وتخشى الفقر" أي: في حال محبتك للمال، وحاجتك عليه وإليه/12 وجيز.
[5223]:كذا قاله ابن عباس رضي الله عنه وسعيد بن جبير وعطاء والحسن وقتادة /12 منه.
[5224]:أخرجه ابن مردويه/ فتح، وروى البغوي الإمام المحدث ذلك عن مجاهد وعطاء وابن عباس رضي الله عنه أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب/12 منه.
[5225]:هذا الحديث ذكره القرطبي في تفسيره، وقال الترمذي: الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول: فهذا حديث مزوق مزيف قد تطرف فيه صاحبه حتى تشبه على المستمعين، فالجاهل بهذا الحديث يعض شفتيه تلهفا ألا يكوم بهذه الصفة، ولا يعلم أن صاحب هذا الفعل مذموم. وذلك لأنه بفعله هذا ضيع من يعول، حيث قال- صلى الله عليه وسلم:"كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت" [وذكره الواحدي في:أسباب النزول" (1/331)].