جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{وَلِكُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولٞۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ قُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (47)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَلِكُلّ أُمّةٍ رّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } .

يقول تعالى ذكره : ولكلّ أمة خلت قبلكم أيها الناس رسول أرسلته إليهم ، كما أرسلت محمدا إليكم يدعون من أرسلتهم إليهم إلى دين الله وطاعته . فإذا جَاءَ رَسُولُهُمْ يعني في الاَخرة كما :

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : ولِكُلّ أُمّةٍ رَسُولٌ فإذَا جاء رَسَوُلُهُمْ قال : يوم القيامة .

وقوله : قُضِيَ بَيْنَهُمْ بالقِسْطِ يقول قضي حينئذ بينهم بالعدل وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ من جزاء أعمالهم شيئا ، ولكن يجازي المحسن بإحسانه والمسيء من أهل الإيمان إما أن يعاقبه الله وأما أن يعفو عنه ، والكافر يخلد في النار فذلك قضاء الله بينهم بالعدل ، وذلك لا شكّ عدل لا ظلم .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : قُضِيَ بَيْنَهُمْ بالقِسْطِ قال : بالعدل .