تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلِكُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولٞۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ قُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (47)

وقوله تعالى : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ ) أي لكل أمة في ما خلا رسول الله بعث إليهم ؛ لست أنا أول رسول بعث إليكم كقوله : ( قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم )[ الأحقاف : 9 ] .

[ وقوله تعالى ][ في الأصل وم : عليه ] : ( فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ) أي يُقضى بينهم بالقسط يحتمل هذا وجهين : يحتمل : ( فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ) أي يقضى بين الرسل وبين الأمم بالعدل بما كان من الرسل من تبليغ الرسالة إليهم والدعاء إلى دين الله ومن الأمم من التكذيب للرسل والرد للآيات ؛ قضي بينهم بالعدل ( وهم لا يظلمون ) لا يزاد على ما كان ، ولا ينقص .

ويحتمل قوله : ( قضي بينهم ) أي يهلك المكذبون منهم ، وينجي من صدقهم كقوله تعالى : ( ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا )الآية[ يونس : 103 ] . ويجوز أن يقضى بين المعرضين وبين المجيبين والمطيعين يوم القيامة .