غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلِكُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولٞۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ قُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (47)

42

ثم بيّن أنه ما أهمل أمة من الأمم من رسول في وقت من الأوقات فقال : { ولكل أمة رسول } وزمان الفترة محمول على ضعف دعوة النبي صلى الله عليه وسلم المتقدم ووقوع موجبات التخليط في شرعه . { فإذا جاء رسولهم } فبلغ فكذبه قوم وصدقه آخرون { قضى بينهم بالقسط } أي حكم وفصل بالعدل فأنجى الرسول والمصدقون وعذب المكذبون فهذه الآية نظيرة قوله : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } [ الإسراء : 15 ] ويحتمل أن يقال : المراد ولكل أمة من الأمم يوم القيامة رسول ينسبون إليه ويدعون به فكأنه تعالى يقول : أنا شهيد على أعمالهم ومع ذلك فإني أحضر في موقف القيامة ، مع كل قوم رسولهم حتى يشهد عليهم بالكفر والإيمان . { فإذا جاء رسولهم } وشهد لهم أو عليهم { قضى بينهم } والمراد منه المبالغة في إظهار العدل والنصفة فتكون الآية كقوله : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد } [ النساء : 41 ] .

/خ60