محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلِكُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولٞۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ قُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (47)

[ 47 ] { ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون 47 } .

{ ولكل أمة رسول } أي منهم ، أرسل لهدايتهم ، وتزكيتهم بما يصلحهم { فإذا جاء رسولهم } أي فبلغهم ما أرسل به فكذبوه { قضي بينهم بالقسط } أي بالعدل ، فأنجى الرسول وأتباعه ، وعذب مكذبوه { وهم لا يظلمون } أي في ذلك القضاء المستوجب لتعذيبهم ، لأنه من نتائج أعمالهم .

وقال القاشانيّ : في قوله تعالى { قضي بينهم } : أي بهداية من اهتدى منهم ، وضلالة ن ضل ، وسعادة من سعد ، وشقاوة من شقي ، لظهور ذلك بوجوده ، وطاعة بعضهم إياه لقربه منه ، وإنكار بعضهم له لبعده عنه . أو قضي بينهم بإنجاء من اهتدى به وإثباته ، وإهلاك من ضل وتعذيبه ، لظهور أسباب ذلك بوجوده انتهى .

فالآية على هذا كقوله تعالى{[4737]} : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } وجوز أن يكون المعنى : لكل أمة من الأمم يوم القيامة رسول تنسب إليه ، وتدعى به ، فإذا جاء رسولهم الموقف ليشهد عليهم بالكفر والإيمان ، قضي بينهم بإنجاء المؤمنين ، وعقاب الكافرين . كقوله تعالى{[4738]} : { وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق } .


[4737]:[17 / الإسراء / 15].
[4738]:[39 / الزمر / 69].