جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ فَإِذَا هُمۡ فَرِيقَانِ يَخۡتَصِمُونَ} (45)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىَ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ * قَالَ يَقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسّيّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ اللّهَ لَعَلّكُمْ تُرْحَمُونَ } .

يقول تعالى ذكره : وَلَقَدْ أرْسَلْنا إلى ثَمُودَ أخاهُمْ صَالِحا أن اعْبُدُوا اللّهَ وَحده لا شرِيك له ، ولا تجعلوا معه إلها غيره فإذَا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ يقول : فلما أتاهم صالح داعيا لهم إلى الله صار قومه من ثمود فيما دعاهم إليه فريقين يختصمون ، ففريق مصدّق صالحا مؤمن به ، وفريق مكذّب به كافر بما جاء به . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ قال : مؤمن وكافر ، قولهم صالح مرسل ، وقولهم صالح ليس بمُرسل . ويعني بقوله يَخْتَصِمُونَ يختلفون .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مجاهد فإذَا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ قال : مؤمن ، وكافر .