إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ فَإِذَا هُمۡ فَرِيقَانِ يَخۡتَصِمُونَ} (45)

{ وَلَقَدْ أَرْسَلنَا } عطفٌ على قولِه تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودُ وسليمان عِلْماً } [ سورة النمل ، الآية :15 ] مسوقٌ لما سيقَ هُو له من تقريرِ أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام يُلَقَّى القرآنَ من لدنٍ حكيمٍ فإنَّ هذه القصةَ من جُملةِ القرآنِ الكريمِ الذي لقيَهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ . واللامُ جوابُ قسمٍ محذوفٍ أيْ وبالله لقد أرسلنَا { إلى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صالحا } وأنْ في قوله تعالى : { أَنِ اعبدوا الله } مفسرةٌ لما في الإرسالِ من معنى القولِ أو مصدريةٌ حُذف عنها الباءُ .

وقرئ بضمِّ النُّونِ إتباعاً لها للباءِ { فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ } ففاجؤا التفرق والاختصامَ فآمنَ فريقٌ وكفرَ فريقٌ . والواوُ مجموعُ الفريقينِ .