فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ فَإِذَا هُمۡ فَرِيقَانِ يَخۡتَصِمُونَ} (45)

{ ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا } اللام هي الموطئة للقسم وهذه القصة من جملة بيان قوله : وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم . وثمود هو أبو القبيلة التي خرج منها صالح ، فهو جده . والمراد به هنا نفس القبيلة وتسمى عادا الثانية ، وأما عاد الأولى فهم قوم هود ، تقدم أن بينهما مائة سنة ، وعاش صالح مائتين وثمانين سنة { أن اعبدوا الله } أن هي المفسرة أو المصدرية أي بأن اعبدوا الله ووحدوه .

{ فإذا هم فريقان يختصمون } إذا ، هي الفجائية أي ففاجأ إرساله التفرق والاختصام ، والمراد بالفريقين : المؤمنون منهم والكافرون ، ومعنى الاختصام : أن كل فريق يخاصم على ما هو فيه ، ويزعم أمن الحق معه ، وقيل : إن الخصومة بينهم في صالح ، هل هو مرسل ؟ أم لا ؟ وقال أحد الفريقين صالح الآخر : جميع قومه ، وهو ضعيف ، وقد تقدم حكايات اختصام فريقين في سورة الأعراف ، وفي قوله : قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم الآية .