السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ فَإِذَا هُمۡ فَرِيقَانِ يَخۡتَصِمُونَ} (45)

ولما أتم سبحانه وتعالى قصة سليمان وداود عليهما السلام ذكر قصة صالح عليه السلام وهي القصة الثالثة بقوله تعالى : { ولقد أرسلنا } أي : بمالنا من العظمة { إلى ثمود أخاهم } أي : من القبيلة { صالحاً } ثم ذكر المقصود من الرسالة بما لا أعدل منه ولا أحسن بقوله : { أن اعبدوا الله } أي : الملك الأعظم وحده ولا تشركوا به شيئاً ، ثم تعجب منهم بما أشارت إليه الفاء وإذا المفاجأة من المبادرة إلى الافتراق بما يدعو إلى الاجتماع بقوله : { فإذا هم } أي : ثمود { فريقان } وبين بقوله تعالى : { يختصمون } أنهم فرقة افتراق بكفر وإيمان لا فرقة اجتماع في هدى وعرفان ، ففريق صدق صالحاً واتبعه وفريق استمرّ على شركه وكذبه وكل فريق يقول أنا على الحق وخصمي على الباطل .