فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ فَإِذَا هُمۡ فَرِيقَانِ يَخۡتَصِمُونَ} (45)

قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلنَا } معطوف على قوله { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُودُ } واللام هي الموطئة للقسم ، وهذه القصة من جملة بيان قوله { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى القرءان مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } و { صالحا } عطف بيان ، و { أَنِ اعبدوا الله } تفسير للرسالة وأن هي المفسرة ، ويجوز أن تكون مصدرية : أي بأن اعبدوا الله ، و " إذا " في { فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ } هي الفجائية أي ففاجئوا التفرق ، والاختصام ، والمراد بالفريقين المؤمنون منهم والكافرون . ومعنى الاختصام : أن كلّ فريق يخاصم على ما هو فيه ، ويزعم أن الحقّ معه ، وقيل إن الخصومة بينهم في صالح هل هو مرسل أم لا ؟ وقيل أحد الفريقين صالح ، والفريق الآخر جميع قومه ، وهو ضعيف .