الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ فَإِذَا هُمۡ فَرِيقَانِ يَخۡتَصِمُونَ} (45)

قوله : { أَنِ اعْبُدُواْ } : يجوز في " أَنْ " أَنْ تكونَ مُفَسِّرةً ، وأَنْ تكونَ مصدريةً أي : بأَنْ اعْبُدوا ، فيجيء في محلِّها القولان .

قوله : { فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ } تقدَّم الكلامُ في " إذا " الفجائيةِ . والمرادُ بالفريقين : قومُ صالحٍ ، وأنهم انقسموا فريقين : مؤمن وكافر . وقد صَرَّح بذلك في الأعراف حيث قال تعالى : { الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ } [ الأعراف : 75 ] . وجَعَلَ الزمخشري الفريقَ الواحدَ صالحاً وحدَه ، والأخر جميعَ قومِه . وحَمَلَه على ذلك العطفُ بالفاءِ ؛ فإنَّه يُؤْذِنُ أنه بمجرَّدِ إرسالهِ صاروا فريقَيْنِ ، ولا يصيرُ قومُه فريقين إلاَّ بعد زمانٍ ولو قليلاً . و " يَخْتَصمون " صفةٌ ل " فريقان " كقولِه : { هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ } { وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ } . واختير هنا مراعاةُ الجَمْعِ لكونِها فاصلةً .