التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{۞وَيَسۡتَنۢبِـُٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ قُلۡ إِي وَرَبِّيٓ إِنَّهُۥ لَحَقّٞۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ} (53)

ثم قال - سبحانه - { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ } النبأ : كما يقول الراغب . خبر ذو فائدة عظيمة ، يحصل به علم أو غلبة ظن .

والاستنباء : طلب الأخبار الهامة .

أى : إن هؤلاء الضالين يطلبون منك - أيها الرسول الكريم - على سبيل التهكم والاستهزاء ، أن تخبرهم عن هذا العذاب الذي توعدتهم به ، أهو واقع بهم على سبيل الحقيقة ، أم هو غير واقع ولكنك تحدثهم عنه على سبيل الإِرهاب والتهديد ؟

وقوله : { قُلْ إِي وربي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } إرشاد من الله - تعالى - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - إلى الجواب الذي يرد به عليهم .

ولفظ { أي } بكسر الهمزة وسكون الياء - حرف جواب وتصديق بمعنى نعم ، إلا أنه لا يستعمل إلا مع القسم .

أى : قل لهم يا محمد : نعم وحق ربي إن العذاب الذي أخبرتكم به لا محيص لكم عنه وما أنتم بمعجزي الله - تعالى - إذا أراد أن ينزله بكم في أي وقت يريده ، بل أنتم في قبضته وتحت سلطانه وملكه ، فاتقوا الله ، بأن تخلصوا به العبادة ، وتتبعوا رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيما جاءكم به من عنده - سبحانه - .

وقد أكد سبحانه - الجواب عليهم بأتم وجوه التأكيد ، لأنهم كانوا قوما ينكرون أشد الإِنكار أن يكون هناك عذاب وحساب وبعث وجنة ونار .

قال ابن كثير : " وهذه الآية ليس لها نظير في القرآن إلا آيتان أخريان ، يأمر الله - تعالى - رسوله فيهما أن يقسم به على من أنكر المعاد ، أما الآية الأولى فهي قوله - تعالى - :

{ وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا الساعة قُلْ بلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ . . } وأما الآية الثانية فهي قوله - تعالى - : { زَعَمَ الذين كفروا أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ بلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ . . } وجملة { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } إما معطوفة على جواب القسم ، أو مستأنفة سبقت لبيان عجزهم عن الخلاص ، وتأكيد وقوع العذاب عليهم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{۞وَيَسۡتَنۢبِـُٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ قُلۡ إِي وَرَبِّيٓ إِنَّهُۥ لَحَقّٞۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ} (53)

{ ويستنبئونك } ويستخبرونك . { أحق هو } أحق ما تقول من الوعد أو ادعاء النبوة تقوله بجد أم باطل تهزل به قاله حيي بن اخطب لما قدم مكة ، والأظهر أن الاستفهام فيه على أصله لقوله : { ويستنبئونك } وقيل إنه للإنكار ويؤيده أنه قرئ " آلحق هو " فإن فيه تعريضا بأنه باطل ، وأحق مبتدأ والضمير مرتفع به ساد مسد الخبر أو خبر مقدم والجملة في موضع النصب { يستنبئونك } . { قل إي إنه لحقٌّ } أن العذاب لكائن أو ما ادعيته لثابت . وقيل كلا الضميرين للقرآن ، وإي بمعنى نعم وهو من لوازم القسم ولذلك يوصل بواوه في التصديق فيقال إي والله ولا يقال إي وحده . { وما أنتم بمعجزين } بفائتين العذاب .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{۞وَيَسۡتَنۢبِـُٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ قُلۡ إِي وَرَبِّيٓ إِنَّهُۥ لَحَقّٞۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ} (53)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ويستنبئونك}، يقول: يسألونك:

{أحق هو}؟ يعني العذاب الذي تعدنا به، ويقال: القرآن الذي أنزل إليك، {أحق هو}؟

{قل إي وربي} يعني نعم وإلهي،

{إنه} يعني العذاب،

{لحق} يعني لكائن،

{وما أنتم بمعجزين}، يعني بسابقي بأعمالكم الخبيثة في الدنيا قبل الآخرة.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ويستخبرك هؤلاء المشركون من قومك يا محمد فيقولون لك: أحقّ ما تقول وما تعدنا به من عذاب الله في الدار الآخرة جزاء على ما كنا نكسب من معاصي الله في الدنيا؟ قل لهم يا محمد:"إي وربي إنه لحقّ" لا شكّ فيه، وما أنتم بمعجزي الله إذا أراد ذلك بكم بهرب أو امتناع، بل أنتم في قبضته وسلطانه وملكه، إذ أراد فعل ذلك بكم، فاتقوا الله في أنفسكم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قوله تعالى: (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ) أي: يستخبرونك (أحق هو) يحتمل هذا وجوها:

يحتمل قوله: (أحق هو) العذاب الذي كان يوعدهم أنه ينزل بهم على ما قاله أهل التأويل، ثم قال: (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ) أي قل نعم وربي إنه لحق أنه نازل بكم (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) أي بفائتين عنه ولا سابقين عنه.

ويحتمل قوله: (أحق هو) ما يدعوهم إليه من التوحيد كقولهم لإبراهيم: (أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين) (قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن) الآية [الأنبياء: 55و56] فعلى ذلك قولهم (أحق هو) ثم أخبر (إنه لحق) بقوله: (إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) غائبين فائتين عنه.

ويحتمل الآيات أو محمدا أو القرآن (أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي) قل نعم إنه لحق... فعلى ذلك قوله: (أحق هو).

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{وَيَسْتَنْبئُونَكَ} أي يستخبرونك، وهو طلب النبأ. {أَحَقٌّ هُوَ} فيه وجهان: أحدهما: البعث، قاله الكلبي.

الثاني: العذاب في الآخرة.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

صرِّحْ بالإخبار عند استخبارهم، وأَعْلِمْ بما يزيل الشُّبْهَةَ عمَّا التَبس على جُهَّالِهم، وأَكِّدْ إخبارَكَ بما تذكره مِنَ القَسَم واليمين، مضافاً ذلك إلى ما تُسْلِفُه من التَّبيين. على أنه لا ينفَعهم نُصحُك، ولا يُؤثّر فيهم وعظُكَ.. كيف لا؟ وقد جُرِّعوا شرابَ الحُجبة، وَوِسُمُوا بَكِيَّ الفُرقة؛ فلا بصيرة لهم ولا فهمَ ولا حصافة.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ} ويستخبرونك فيقولون: {أَحَقٌّ هُوَ} وهو استفهام على جهة الإنكار والاستهزاء.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أنه سبحانه أخبر عن الكفار بقوله {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} وأجاب عنه بما تقدم فحكى عنهم أنهم رجعوا إلى الرسول مرة أخرى في عين هذه الواقعة وسألوه عن ذلك السؤال مرة أخرى وقالوا: أحق هو؟ واعلم أن هذا السؤال جهل محض من وجوه؛ أولها: أنه قد تقدم هذا السؤال مع الجواب فلا يكون في الإعادة فائدة. وثانيها: أنه تقدم ذكر الدلالة العقلية على كون محمد رسولا من عند الله، وهو بيان كون القرآن معجزا، وإذا صحت نبوته لزم القطع بصحة كل ما يخبر عن وقوعه، فهذه المعاني توجب الإعراض عنهم، وترك الالتفات إلى سؤالهم، واختلفوا في الضمير في قوله: {أحق هو} قيل: أحق ما جئتنا به من القرآن والنبوة والشرائع. وقيل: ما تعدنا من البعث والقيامة. وقيل: ما تعدنا من نزول العذاب علينا في الدنيا.

ثم إنه تعالى أمره أن يجيبهم بقوله: {قل إي وربي إنه لحق} والفائدة فيه أمور: أحدها: أن يستميلهم ويتكلم معهم بالكلام المعتاد ومن الظاهر أن من أخبر عن شيء، وأكده بالقسم فقد أخرجه عن الهزل وأدخله في باب الجد. وثانيها: أن الناس طبقات فمنهم من لا يقر بالشيء إلا بالبرهان الحقيقي، ومنهم من لا ينتفع بالبرهان الحقيقي، بل ينتفع بالأشياء الإقناعية، نحو القسم فإن الأعرابي الذي جاء الرسول عليه السلام، وسأل عن نبوته ورسالته اكتفى في تحقيق تلك الدعوى بالقسم، فكذا ههنا.

ثم إنه تعالى أكد ذلك بقوله: {وما أنتم بمعجزين} ولا بد فيه من تقدير محذوف، فيكون المراد وما أنتم بمعجزين لمن وعدكم بالعذاب أن ينزله عليكم والغرض منه التنبيه على أن أحدا لا يجوز أن يمانع ربه ويدافعه عما أراد وقضى.

ثم إنه تعالى بين أن هذا الجنس من الكلمات، إنما يجوز عليهم ما داموا في الدنيا فأما إذا حضروا محفل القيامة وعاينوا قهر الله تعالى، وآثار عظمته تركوا ذلك واشتغلوا بأشياء أخرى.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

{أَحَقٌّ هُوَ} أي: المعاد والقيامة من الأجداث بعد صيرورة الأجسام ترابا وهذه الآية ليس لها نظير في القرآن إلا آيتان أخريان، يأمر الله تعالى رسوله أن يقسم به على من أنكر المعاد في سورة سبأ: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ} [سبأ: 3]. وفي التغابن: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [التغابن: 7].

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

{قُلْ} لهم غيرَ ملتفتٍ إلى استهزائهم مغضياً عما قصدوا وبانياً للأمر على أساس الحكمة.

تفسير المنار لرشيد رضا 1354 هـ :

{ويَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُو} النبأ: الخبر المهم ذو الفائدة العظيمة، والاستنباء: طلبه، وهذا إخبار عن بعض الكفار والمكذبين، فإنهم لم يكونوا على يقين من تكذيبهم، وإنما كانوا ظانين مستبعدين، بين معاندين ومقلدين، وقد تقدم في هذا السياق قوله تعالى: {وما يتبع أكثرهم إلا ظنا} [يونس: 36]، والمعنى: ويسألونك أيها الرسول أن تنبئهم عن هذا العذاب الذي تعدهم به في الدنيا والآخرة أحق هو سيقع بالفعل؟ أم هو إرهاب وتخويف؟

{قُلْ إِي ورَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} أي بكسر الهمزة وسكون الياء الخفيفة حرف جواب وتصديق بمعنى نعم، وإنما يستعمل مع القسم، أي نعم أقسم لكم بربي إنه لحق واقع، كما قال في أول سورة الطور بعد القسم: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7، 8]، وقد أكده هنا بالقسم وبأن مع الجملة الاسمية.

{ومَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ} لله تعالى عن إنزاله بكم، ولا بفائتيه هربا منه، وقد علم مؤمنو الجن ما جهلتم إذ قالوا كما حكى الله عنهم: {وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجز هربا} [الجن: 12].

وقد استشكل بعض المفسرين السؤال باستبعاد أن يكون الاستفهام حقيقيا من المكذبين، والجواب بزعمهم أن تأكيده بالقسم وغيره من المؤكدات اللفظية لا يقنع السائلين، ومن عرف أخلاق العرب في زمن البعثة لم يستشكل السؤال، إلا أن يكون السائلون من المعاندين للرسول صلى الله عليه وسلم فحينئذ يكون الاستفهام للتهكم والاستهزاء، أو كما قيل: إنما سألوا أهو جد أو هزل، فأرادوا من الحق لازمه وهو الجد لا مقابل الباطل، والمعروف من أخلاق العرب في ذلك العهد أنه كان يقل فيهم الكذب لعزة أنفسهم، وعدم خضوعهم لرياسة استبدادية تضطرهم إليه، وكانوا يهابون الأيمان الباطلة ويخافونها، ومن المنقول عنهم أن الأيمان الفاجرة تدع الديار بلاقع، وناهيك بما اشتهر به النبي صلى الله عليه وسلم منذ صغره من الصدق والأمانة حتى لقبوه بالأمين، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن بعضهم كان يسأله عن نبوته عن الشرائع ويستحلفه فإذا حلف اطمأن لصدقه واتبعه، وإن صدق عرب الجاهلية ليقِلّ مثله في رجال الدين وغيرهم من أهل هذا العصر حتى المسلمين منهم.

روى أحمد والشيخان وأصحاب السنن الثلاثة -واللفظ للبخاري- عن أنس قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال: أيكم محمد؟ قلنا هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال: ابن عبد المطلب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"قد أجبتك". فقال: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد عليّ في نفسك، قال: "سل عما بدا لك". فقال: أسألك بربك ورب من قبلك: آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ قال: "اللهم نعم". قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن تصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال:"اللهم نعم". قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن تصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: "اللهم نعم". قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ قال:"اللهم نعم". قال: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

هذا حكاية فن من أفانين تكذيبهم، فمرة يتظاهرون باستبطاء الوعد استخفافاً به، ومرة يُقبلون على الرسول في صورة المستفهم الطالب فيسألونه: أهذا العذاب الخالد، أي عذاب الآخرة، حق.

فالجملة معطوفة على جملة {ويقولون متى هذا الوعد} [يونس: 48]، وضمير الجمع عائد إليهم فهم المستنبئون لا غيرهم، وضمير (هو) عائد إلى {عذاب الخلد} [يونس: 52].

والحق: الثابت الواقع، فهو بمعنى حاقّ، أي ثابت، أي أن وقوعه ثابت، فأسند الثبوت لذات العذاب بتقدير مضاف يدل عليه السياق إذ لا توصف الذات بثبوت.

وجملة: {أحق هو} استفهامية معلقة فعل {يستنبئونك} عن العمل في المفعول الثاني، والجملة بيان لجملة {يستنبئونك} لأن مضمونها هو الاستثناء.

والضمير يجوز كونه مبتدأ، و {أحقّ} خبر مقدم.

واستعملوا الاستفهام تَبالُها، ولذلك اشتمل الجواب المأمور به على مراعاة الحالتين فاعتبر أولاً ظاهر حال سؤالهم فأجيبوا على طريقة الأسلوب الحكيم بحمل كلامهم على خلاف مرادهم تنبيهاً على أن الأولى بهم سؤال الاسترشاد تغليطاً لهم واغتناماً لفرصة الإرشاد بناء على ظاهر حال سؤالهم، ولذلك أكد الجواب بالتوكيد اللفظي إذْ جمع بين حرف {إي} وهو حرف جواب يحقق به المسؤول عنه، وبين الجملة الدالة على ما دل عليه حرف الجواب، وبالقسم، وإنّ، ولام الابتداء، وكلها مؤكدات.

والاعتبار الثاني اعتبار قصدهم من استفهامهم فأجيبوا بقوله: {وما أنتم بمعجزين}. فجملة: {وما أنتم بمعجزين} معطوفة على جملة جواب القسم فمضمونها من المقْسم عليه. ولما كان المقسم عليه جواباً عن استفهامهم كان مضمون {ما أنتم بمعجزين} جواباً عن الاستفهام أيضاً باعتبار ما أضمروه من التكذيب، أي هو واقع وأنتم مصابون به غير مفلتين منه. وليس فعل {يستنبئونك} مستعملاً في الظاهر بمعنى الفعل كما استعمل قوله: {يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة} [التوبة: 64]، كما تقدم في براءة لأن حقيقة الاستنباء واقعة هنا إذ قد صرحوا بصورة الاستفهام.