غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{۞وَيَسۡتَنۢبِـُٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ قُلۡ إِي وَرَبِّيٓ إِنَّهُۥ لَحَقّٞۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ} (53)

42

ثم حكى عنهم أنهم بعد هذه البيانات استفهموا تارة أخرى عن تحقيق العذاب فقال : { ويستنبئونك أحق هو } وهو استخبار على جهة الاستهزاء والإنكار أي أحق ما تعدنا به من نزول العذاب في العاجل ؟ وهذا السؤال جهل محض لأنه تقدم ذكره مع الجواب مرة واحدة فلا وجه للإعادة ، ولأنه قد تبين بالبراهين القاطعة صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فيلزم القطع بصحة كل ما يخبر عن وقوعه . وقيل : المراد أحق ما جئت به من القرآن والشرائع ؟ وقيل : أي ما تعدنا من البعث والقيامة ؟ فأمره الله تعالى أن يجيبهم بقوله : { قل إي وربي } ومعناه نعم ولكنه مستعمل مع القسم البتة . وفائدة هذا القسم في جوابهم أن يكون قد أبرز الكلام معهم على الوجه المعتاد بينهم استمالة لقلوبهم . ومن الظاهر أن من أخبر عن شيء وأكده بالقسم فقد أخرجه عن حد الهزل وأدخله في باب الجد . فقد يكون هذا القدر مقنعاً إذا لم يكن الخصم ألد . ثم أكد مضمون المقسم عليه بقوله { وما أنتم بمعجزين } فائتين العذاب . والغرض التنبيه على أن أحداً لا يدافع نفسه عما أراد الله وقضى .

/خ60