{ * وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ 53 وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ 54 }
ويستنبئونك : أي : ويطلبون منك النبأ وهو الخبر .
وما أنتم بمعجزين : أي : وما أنتم بمفلتين من عذاب الله .
{ وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } .
لا يزال الكلام متصلا في نقاش الكافرين ، والنبأ : الخبر الهام ، والاستنباء : طلب النبأ .
والمعنى : وقع في قلب الكفار رعب وخوف من عذاب الله في الدنيا والآخرة ؛ فطلبوا من الرسول بيان الحقيقة ، وهم يسخرون ويستهزءون ، كما صنع قوم نوح .
قال تعالى : { ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون } . ( هود : 38 ) .
بيد أن الله أمر رسوله أن يرد عليهم ، ويجيبهم : بأن العذاب حق واقع لا محالة من وقوعه ، وأنتم لن تهربوا من عقاب الله ، ولن تنجوا من عذابه ، ولن تستطيعوا الامتناع عن العذاب ؛ فإن قدرة الله فوق كل قدرة ، وأنتم في قبضته وهو قادر على عذابكم . وكلمة إي : بمعنى : نعم ، وقد ورد القسم بالله في آيتين أخريين في القرآن ردا على مزاعم الكافرين وإنكارهم للبعث .
قال ابن كثير : وهذه الآية ليس لها نظير في القرآن إلا آيتان أخريان :
الأولى : في قوله تعالى : { وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم } . ( سبأ : 3 ) .
والثانية : في قوله تعالى : { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن } . ( التغابن : 7 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.