التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَأَتۡبَعۡنَٰهُمۡ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا لَعۡنَةٗۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ هُم مِّنَ ٱلۡمَقۡبُوحِينَ} (42)

{ وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ الدنيا } التى قضوا حياتهم فيها فى الكفر والضلال ، أتبعناهم فيها { لَعْنَةً } أى : طردا وإبعادا عن رحمتنا .

{ وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ المقبوحين } والشىء المقبوح : هو المطرود المبعد عن كل خير . أى : وهم يوم القيامة - أيضا - من المبعدين عن رحمتنا ، بسبب كفرهم وفسوقهم .

والتعبير بقوله - سحبانه - : { وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ المقبوحين } يتناسب كل التناسب مع ما كانوا عليه فى الدنيا من تطاول وغرور واستعلاء .

فهؤلاء الذين كانوا فى الدنيا كذلك ، صاروا فى الآخرة محل الازدراء وقبح الهيئة والاشمئزاز من كل عباد الله المخلصين .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَأَتۡبَعۡنَٰهُمۡ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا لَعۡنَةٗۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ هُم مِّنَ ٱلۡمَقۡبُوحِينَ} (42)

وقوله : وأتْبَعْناهُمْ فِي هَذِهِ الدّنْيا لَعْنَةً ، وَيَوْمَ القيامَةِ يقول تعالى ذكره : وألزمنا فرعون وقومه في هذه الدنيا خِزيا وغضبا منا عليهم ، فحتمنا لهم فيها بالهلاك والبوار والثناء السيّىء ، ونحن متبعوهم لعنة أخرى يوم القيامة ، فمخزوهم بها الخزي الدائم ، ومهينوهم الهوان اللازم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قَتادة وأتْبَعْناهُمْ فِي هَذِهِ الدّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيامَةِ قال : لعنوا في الدنيا والآخرة ، قال : هو كقوله وأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً ، وَيَوْمَ القِيامَةِ بِئْسَ الرّفْدُ المَرْفُودِ .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قوله : وأتْبَعْناهُمْ فِي هَذِهِ الدّنيْا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيامَةِ لعنة أخرى ، ثم استقبل فقال : هُمْ مِنَ المَقْبُوحِينَ وقوله : هُمْ مِنَ المَقْبُوحِينَ يقول تعالى ذكره : هم من القوم الذين قبحهم الله ، فأهلكهم بكفرهم بربهم ، وتكذيبهم رسوله موسى عليه السلام ، فجعلهم عبرة للمعتبرين ، وعظة للمتعظين .