فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَتۡبَعۡنَٰهُمۡ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا لَعۡنَةٗۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ هُم مِّنَ ٱلۡمَقۡبُوحِينَ} (42)

{ وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة } أي : طردا وإبعادا أو أمرنا العباد بلعنهم فكل من ذكرهم لعنهم ، والأول أولى . وفي أبي السعود أي : لا تزال تلعنهم الملائكة ، والمؤمنون عن سلف .

{ ويوم القيامة هم من المقبوحين } المبعدين ، والمقبوح : المطرود المبعد وقال أبو عبيدة ، وابن كيسان : معناه من المهلكين الممقوتين ، وقال أبو زيد : قبح الله فلانا قبحا وقبوحا أبعده من كل خير .

قال أبو عمرو : قبحت وجهه فالتخفيف بمعنى قبحت بالتشديد ، وقيل : المقبوح : المشوه الخلقة أي فهم من الموسومين بعلامة منكرة كزرقة العيون وسواد الوجوه ، والقبيح أيضا عظيم الساعد ، مما يلي النصف منه ، إلى المرفق والعامل في يوم محذوف ، يفسره ( من المقبوحين ) أي وقبحوا يوم القيامة وهو الأظهر ، أو هو معطوف على موضع ( في هذه الدنيا ) أي : وأتبعناهم لعنة يوم القيامة ، أو معطوف على ( لعنة ) على حذف مضاف أي : ولعنة يوم القيامة ، والوجه الثاني أظهر .