فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأَتۡبَعۡنَٰهُمۡ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا لَعۡنَةٗۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ هُم مِّنَ ٱلۡمَقۡبُوحِينَ} (42)

{ وأتبعناهم فِي هَذِهِ الدنيا لَعْنَةً } أي طرداً وإبعاداً ، أو أمرنا العباد بلعنهم ، فكل من ذكرهم لعنهم ، والأوّل أولى { وَيَوْمَ القيامة هُمْ مّنَ المقبوحين } المقبوح : المطرود المبعد . وقال أبو عبيدة وابن كيسان : معناه من المهلكين الممقوتين . وقال أبو زيد : قبح الله فلاناً قبحاً وقبوحاً أبعده من كل خير . قال أبو عمرو : قبحت وجهه بالتخفيف بمعنى قبحت بالتشديد ، ومثله قول الشاعر :

ألا قبح الله البراجم كلها *** وقبح يربوعاً وقبح دارما

وقيل : المقبوح المشوّه الخلقة ، والعامل في يوم محذوف يفسره من المقبوحين ، والتقدير : وقبحوا يوم القيامة . أو هو معطوف على موضع في هذه الدنيا ، أي وأتبعناهم لعنة يوم القيامة ، أو معطوف على لعنة على حذف مضاف ، أي ولعنة يوم القيامة .

/خ43