الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَأَتۡبَعۡنَٰهُمۡ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا لَعۡنَةٗۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ هُم مِّنَ ٱلۡمَقۡبُوحِينَ} (42)

قوله : { وَيَوْمَ القِيَامَةِ } فيه أوجهٌ ، أحدها : أَنْ يتعلَّقَ ب " المقبوحين " على أنّ أل ليست موصولةً ، أو موصولةٌ واتُّسِع فيه ، وأن يتعلَّقَ بمحذوفٍ يُفَسِّره المقبوحين ، كأنه قيل : وقُبِّحُوا يومَ القيامةِ نحو : { لِعَمَلِكُمْ مِّنَ الْقَالِينَ } [ الشعراء : 168 ] أو يُعْطَفَ على موضع " في الدنيا " أي : وأَتْبَعْناهم لعنةً يوم القيامة ، أو معطوفةٌ على " لعنةً " على حذفِ مضافٍ أي : ولعنةَ يوم القيامة . والوجهُ الثاني أظهرُها .

والمقبوحُ : المطرودُ . قبَّحه الله : طرده . قال :

ألا قَبَّح اللهُ البراجِمَ كلِّها *** وجَدَّعَ يَرْبُوعاً وعَقَّر دارِما

وسُمِّيَ ضِدُّ الحُسْنِ قبيحاً ؛ لأنَّ العينَ تَنْبُو عنه ، فكأنها تطردُه يُقال : قَبُح قَباحةً . وقيل : من المقبوحينَ : من المَوْسومين بعلامةً مُنْكَرَةٍ كزُرْقة العيون وسوادِ الوجوهِ . والقبيحُ أيضاً : عَظْمُ الساعدِ ممَّا يلي النصفَ منه إلى المِرْفَقِ .