الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَدَّت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يُضِلُّونَكُمۡ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (69)

وقوله تعالى : { وَدَّت طَّائِفَةٌ مّنْ أَهْلِ الكتاب لَوْ يُضِلُّونَكُمْ }[ آل عمران :69 ] . قال مَكِّيٌّ : قِيلَ : إن هذه الآية عُنِيَ بها قُرَيْظَةُ ، والنَّضِيرُ ، وبَنُو قَيْنُقَاع ، ونصارى نَجْرَانَ .

( ص ) قوله تعالى : { وَدَّت طَّائِفَةٌ } ( وَدَّ ) : بمعنى تمنى ، ويستعملُ معها : أَنْ ، ولَوْ ، ورُبَّمَا جمع بينهما نَحْوُ : وَدِدتُّ أَنْ لَوْ فَعَلَ ، ومصدره الوَدَادَةُ ، والاسْم منه الوُدُّ ، وبمعنى : أَحَبَّ ، فيتعدى كتَعَدِّي أَحَبَّ ، ومصدره : مَوَدَّة ، والاسم منه وُدٌّ ، وقد يتداخَلاَنِ في الاسم والمصدر ، اه .

وقوله تعالى : { وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ }[ آل عمران :69 ] .

إعلامٌ بأن سوء فعلهم عائدٌ عليهم ، وأنهم ببعدهم عن الإسلام هم الضالُّون ، ثم أَعْلَمَ تعالى ، أنهم لا يشعُرُونَ بذلك ، أي : لا يتفطَّنون .