فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَدَّت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يُضِلُّونَكُمۡ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (69)

( ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم ) الطائفة هم يهود بني النضير وقريضة وبني قينقاع حين دعوا جماعة من المسلمين إلى دينهم ، وقيل هم جميع أهل الكتاب فتكون ( من ) لبيان الجنس ولو مصدرية أي تمنت وأحبت إضلالكم ، لو حرف امتناع لامتناع والجواب محذوف أي لسروا بذلك وفرحوا ؛ قاله السمين ( وما يضلون إلا أنفسهم ) جملة حالية للدلالة على ثبوت قدم المسلمين في الإيمان فلا يعود وبال من أراد فتنتهم إلا عليه ( وما يشعرون ) أن وبال الإضلال يعود عليهم .

عن سفيان كل شيء في آل عمران من ذكر أهل الكتاب فهو في النصارى ، ويدفع هذا أن كثيرا من خطابات أهل الكتاب في هذه السورة لا يصح حملها على النصارى البتة ، ومن ذلك هذه الآيات التي نحن بصدد تفسيرها ، فإن الطائفة التي ودت إضلال المسلمين وكذلك الطائفة التي قالت آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار كما سيأتي من اليهود خاصة .