الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَدَّت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يُضِلُّونَكُمۡ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (69)

قوله : ( وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنَ اَهْلِ الْكِتَابِ ) [ 69 ] .

أي : جماعة من أهل نجران ومن اليهود لو يصدونكم( {[10175]} ) عن الإسلام فتهلكوا ، وما يُهلكون إلا أنفسهم أي أتباعهم وأنفسهم وكلهم يود ذلك ، و[ من ] ليست للتبعيض ، وإنما هي للإبانة والجنس( {[10176]} ) .

ومعنى ( وَمَا يَشْعُرُونَ ) ( ليس هو أنهم يجهلون ما يفعلون فيكون ذلك عذراً( {[10177]} ) لهم وإنما معناه وما يشعرون )( {[10178]} ) أنهم لا يصلون إلى إضلال المؤمنين . وقيل : معناه ، وما يشعرون بصحة( {[10179]} ) الإسلام . وقيل : عنى به قريظة ، والنضير ، وبنو قينقاع .


[10175]:- (د): يصدقونكم.
[10176]:- وترد من للتبعيض وغيره من المعاني، فإن حملت على أنها للتبعيض تكون الطائفة الرؤساء، والأحبار الذين سكن الناس إلى قولهم، وإن حملت على أنها لبيان الجنس تكون الطائفة جميع أهل الكتاب، وهو ما اختاره مكي وعده أبو حيان بعيداً عن دلالة اللفظ. انظر: شرح ابن عقيل 184 والمحرر 3/140 والبحر 2/489.
[10177]:- (أ): عذر.
[10178]:- ساقط من (ج).
[10179]:- (أ) (ب) (ج): لصحة.