تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَدَّت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يُضِلُّونَكُمۡ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (69)

الآية 69 وقوله تعالى : { ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم } ؛ ذكر في القصة أن المشركين أخذوا عمارا وحذيفة ، فقالوا لهما{[3960]} : هذه الآية . والأشبه أن يكون مثل هذا من رؤساء أهل الكتاب وعلمائهم الذين يتولون هذا العمل . وأما الجهال منهم والرذلة فإنهم لا يفعلون هذا ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم } الإضلال قيل فيه بوجوه : قيل : الإضلال هو الإخمال ، وأرادوا أن يخمل ذكرهم ، ولا يذكرون بعدهم أبدا كما يخمل ذكر أولئك ، وقيل : الإضلال هو الإهلاك ، وقيل : الإضلال هو التحير ، وكل ضال فهو متحير تائه . { وما يضلون إلا أنفسهم } [ أي وما ]{[3961]} يخملون إلا ذكر أنفسهم { وما يشعرون } [ أنهم يهلكون أنفسهم إذ يجهلون { وما يشعرون } ]{[3962]} ماذا عليهم في ما ودوا من أليم العقاب ، والله أعلم .

ويقال : نزلت في عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .


[3960]:في الأصل وم: لهم.
[3961]:في الأصل: أي، في م: أو وما.
[3962]:من م.