وقرأ الجمهور : { كبائر } على الجمع ؛ قال الحسن : هي كُلُّ ما تُوُعِّدَ فيه بالنار ، وقد تقدَّم ما ذَكَرَهُ الناس في الكبائر في سورة النساء وغيرها ، { والفواحش } : قال السُّدِّيُّ : الزنا ، وقال مقاتل : مُوجِبَاتُ الحدود .
وقوله تعالى : { وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ } حَضٌّ على كسر الغضب والتدرُّب في إطفائه ؛ إذ هو جمرةٌ من جَهَنَّمَ ، وبَابٌ مِنْ أبوابها ، وقال رجلٌ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : " أوْصِنِي ، قَالَ : لاَ تَغْضَبْ ، قَالَ : زِدْني ، قَال : لاَ تَغْضَبْ ، قَالَ : زِدنِي ، قَالَ : لاَ تَغْضَبْ " ، ومَنْ جاهد هذا العَارِضَ مِنْ نَفْسِهِ حتى غَلَبَهُ ، فقدْ كُفِيَ هَمًّا عظيماً في دنياه وآخرته .
( ت ) : " وروى مالكٌ في «المُوَطَّأ » أَنَّ رجُلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ أَعِيشُ بِهِنَّ وَلاَ تُكْثِرْ عَلَيَّ فأنسى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : «لاَ تَغْضَبْ » " قال أبو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ البَرِّ : أراد : عَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي بكلماتٍ قليلةٍ ؛ لئلاَّ أنسى إنْ أكْثَرْتَ عَلَيَّ ، ثم أسند أبو عُمَرَ من طُرُقٍ عن الأحنفِ بن قَيْسٍ عن عَمِّه جَارِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ ، أَنَّه قال : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْ لي قَوْلاً يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ ، وأَقْلِلْ لِي ؛ لَعَلِّي أَعْقِلُهُ ، قَال : " لاَ تَغْضَبْ ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِراراً ، كُلُّها يُرَجِّعُ إليه رسُولُ اللَّه : لاَ تَغْضَبْ " ، انتهى . من «التمهيد » . وأسند أبو عُمَرَ في «التمهيد » أيضاً عن عبد اللَّه بن أبي الهُذَيْلِ قال : لما رأى يحيى أَنَّ عيسى مُفَارِقُهُ قال له : أَوْصِنِي ، قَالَ : لا تَغْضَبْ ، قال : لاَ أَسْتَطِيعُ ، قال : لا تَقْتَنِ مَالاً ، قال عَسَى . انتهى .
وروى ابن المبارك في «رقائقه » بسنده عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ كَفَّ لِسَانَهُ عَنْ أَعْرَاضِ المُسْلِمِينَ أقال اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ عَنْهُمْ ، وَقَاهُ اللَّهُ عَذَابَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ، قال ابن المُبَارَكِ : وأخبرنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عن خالدِ بْنِ مَعْدَانَ قال : إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتعالى يَقُولُ : " مَنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي ، وَمَنْ ذَكَرَنِي في مَلإَ ذَكَرْتُهُ في مَلإَ خَيْرٍ مِنْهُمْ ، وَمَنْ ذَكَرَنِي حِينَ يَغْضَبُ ذَكَرْتُهُ حِينَ أَغْضَبُ فَلَمْ أَمْحَقْهُ فِيمَنْ أَمْحَقُ " انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.