الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَجَزَـٰٓؤُاْ سَيِّئَةٖ سَيِّئَةٞ مِّثۡلُهَاۖ فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (40)

وقوله سبحانه : { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا } قيل : سُمِّي الجزاء باسم الابتداء ، وإن لم يكن سيئة ، لتشابههما في الصورة ، قال ( ع ) : وإنْ أخذنا السيِّئة هنا بمعنى المصيبة في حَقِّ البشر ، أي : يسوء هذا هذا ويسوءه الآخر فلسنا نحتاج إلى أنْ نقول : سمى العقوبة باسم الذنب ؛ بل الفعل الأَوَّلِ والآخر سيئة . قال الفخر : اعلم أَنَّهُ تعالى لما قال : { والذين إِذَا أَصَابَهُمُ البغي هُمْ يَنتَصِرُونَ } أردفه بما يَدُلُّ على أَنَّ ذلك الانتصار يجب أَنْ يكون مُقَيَّداً بالمثل ؛ فإنَّ النقصان حَيْفٌ ، والزيادة ظلم ، والمساواة هو العدل ؛ فلهذا السبب قال تعالى : { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا } انتهى ؛ وَيَدُلُّ على ذلك قوله تعالى : { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } ونحوه من الآي .