الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٖ ثُمَّ قَضَىٰٓ أَجَلٗاۖ وَأَجَلٞ مُّسَمًّى عِندَهُۥۖ ثُمَّ أَنتُمۡ تَمۡتَرُونَ} (2)

قوله تعالى : { هُوَ الذي خَلَقَكُمْ مّن طِينٍ }[ الأنعام :2 ] .

فالمعنى : خَلَقَ آدم من طِينٍ .

وقوله سبحانه : { ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ } اختلف في هذين الأَجَلَيْنِ ، فقال الحسن بن أبي الحَسَنِ وغيره : { أَجَلاً } أَجَلُ الإنسان من لَدُنْ وِلاَدَتِهِ إلى موته ، والأجل المسمى عنده : من وَقْت موته إلى حَشْره ، ووصفه ب { مُّسمًّى عِندَهُ } ، لأنه استأثر سبحانه بعِلْمِ وَقْتِ القيامة ، وقال ابن عباس : { أَجَلاً } الدنيا ، { وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } الآخرة ، وقيل غير هذا .

{ وتمْتَرُونَ } معناه : تشكون .