قوله سبحانه : { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ مكناهم فِي الأرض مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ }[ الأنعام :6 ] .
هذا حَضٌّ على العِبْرَةِ ، والرؤية هنا رُؤْيَةُ القلب ، والقَرْنُ : الأمة المقترنة في مُدَّةٍ من الزمن ، واختلف في مدة القَرْنِ كم هي ؟ فالأكثر على أنها مائة سَنَةٍ ، وقيل غير هذا .
وقيل : القَرْنُ الزمن نَفْسُهُ ، وهو على حَذْفِ مضاف ، تقديره : من أَهْلِ قرن ، قال عياض في «الإكمال » : واختلف في لَفْظِ القَرْنِ ، وذكر الحربي فيه الاخْتِلاَفَ من عَشْرِ سنين إلى مائة وعشرين ، ثم قال يعني الحربي : وليس منه شيء وَاضِحٌ ، وأرى القرن كُلّ أمة هَلَكَتْ ، فلم يَبْقَ منها أحد ، انتهى .
والضمير في { مكناهم } عائد على القَرْنِ ، والمخاطبة في { لَكُمْ } هي للمؤمنين ، ولجميع المُعَاصِرِينَ لهم من سائر الناس ، و{ السماء } هنا المَطَرُ ، و { مِّدْرَاراً } بناء تكثير ، ومعناه : يدرُّ عليهم بِحَسَبِ المنفعة .
وقوله سبحانه : { وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخرِينَ } ، { أَنشَأْنَا } : اخترعنا ، وخلقنا ، ويظهر من الآية أن القَرْنَ إنما هو وَفَاةُ الأَشْيَاخِ ، ثم وِلاَدَةُ الأطفال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.