الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَءَاخَرِينَ مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (3)

واخْتُلِفَ في المَعْنِيِّين بقوله تعالى : { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ } فقال أبو هريرةَ وغيره : أراد فارس " وَقَد سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : مَنِ الآخَرُونَ ؟ فَأَخَذَ بيدِ سُلَيْمَانَ ، وقال : لَوْ كَانَ الدِّينُ في الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلاَءِ " خرَّجه مسلم والبخاريّ ، وقال ابن زيدٍ ومجاهدٌ والضحاكُ وغيرهم : أرادَ جميعَ طوائِفِ الناس ، فقوله : { مِنْهُمْ } على هذين القولين إنما يُرِيدُ في البشريةِ والإيمانِ ، وقال مجاهد أيضاً وغيره : أراد التابعين من أبناء العرب ، فقوله : { مِنْهُمْ } يُرِيدُ في النَّسَبِ والإيمان .

وقوله : { لَمَّا يَلْحَقُواْ } نَفْيٌ لما قَرُبَ مِنَ الحَالِ ، والمَعْنَى أنهم مُزْمِعُونَ أنْ يلحقوا ، فهي «لَمْ » زِيدَتْ عَلَيْهَا «ما » تأكِيداً .