قال ( ص ) : { قَدِ افترينا }[ الأعراف :89 ] هو بمعنى المستقبل ، لأنه سَدَّ مسد جواب الشرط ، وهو : { إِنْ عُدْنَا } أو هو جوابه ، على قول ، انتهى .
وقوله : { إِلاَّ أَن يَشَاءَ الله رَبُّنَا } يحتملُ أن يريد إلاَّ أنْ يسبق علينا في ذلك مِنَ اللَّه سابقُ سُوء ، وينفذ منه قضاءٌ لا يُرَدُّ .
قال ( ع ) : والمُؤمنون هم المجوزون لذلك ، وأما شُعَيْبٌ ، فقد عصمته النبوءة ، وهذا أظهر ممَّا يحتملُ القول ، ويحتمل أنْ يريد استثناء ما يمكن أن يتعبَّد اللَّهُ به المؤمنين ممَّا يفعله الكُفَّارُ مِنَ القربات .
وقيل : إِنَّ هذا الاستثناء إِنما هو تَسَنُّنٌ وَتَأَدُّبٌ ، وقوله : { وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا } : معناه : وَسِعَ عِلْمُ رَبنا كلَّ شيء ، كما تقول : تَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقاً أَيْ : تصبَّب عَرَقُ زيدٍ ، وَ{ وَسِعَ } بمعنى «أحاط » ، وقوله : { افتح } معناه : احكم ، وقوله : { عَلَى الله تَوَكَّلْنَا } استسلام للَّه سبحانه ، وتمسُّكٌ بلطفه ، وذلك يؤيِّد التأويل الأول في قوله : { إِلاَّ أَن يَشَاءَ الله رَبُّنَا }[ الأعراف :89 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.