قولهم : { أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا }[ الأعراف :88 ] معناه : أو لتَصِيرُنّ ، و«عَادَ » في كلام العرب على وجهين :
أحدُهُمَا : عَادَ الشَّيْءُ إِلى حالٍ قد كان فيها قبل ذلك ، وهي على هذا الوجه لا تتعدى ، فإِن عُدِّيَتْ ، فبحرف ، ومنه قول الشاعر : [ الطويل ]
أَلاَ لَيْتَ أَيَّامَ الشَّبَابِ جَدِيدُ *** وَعُمْراً تولى يا بُثَيْنُ يَعُودُ
ومنْه قوله تعالى : { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } [ الأنعام : 28 ] .
والوجه الثاني : أنْ تكون بمعنى «صَارَ » ، وعاملةً عملَهَا ، ولا تتضمَّن أن الحال قد كانَتْ متقدِّمة ، ومنه قول الشاعر : [ البسيط ]
تِلْكَ المَكَارِمُ لاَ قَعْبَانِ مِنْ لَبَنٍ *** شِيبَا بِمَاءٍ فَعَادَا بَعْدُ أَبْوَالاَ
وَعَادَ رَأْسِي كالثَّغامَةِ***
ومنه قوله تعالى : { حتى عَادَ كالعرجون القديم } [ يس : 39 ] . عَلى أن هذه محتملةٌ بقوله في الآية : { أَوْ لَتَعُودُنَّ } ، وشعيبٌ عليه السلام لَمْ يَكُ قطُّ كافراً ، فيقتضي أنها بمعنى «صار » ، وأما في جهة المؤمنين به بَعْدَ كُفْرهم ، فيترتَّب المعنى الآخر ، ويخرج عنه شعيبٌ .
وقوله : { أَوَلَوْ كُنَّا كارهين }[ الأعراف :88 ] توقيفٌ منه لهم على شِنْعَة المعصيةِ ، وطَلَبٌ أن يقروا بألسنتهم بإِكراهِ المُؤْمنين على الإِخراج ظُلْماً وغشماً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.