الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ فَمَن يَسۡتَمِعِ ٱلۡأٓنَ يَجِدۡ لَهُۥ شِهَابٗا رَّصَدٗا} (9)

و{ مقاعد } : جَمْع مَقْعَدِ وقَدْ تَقَدَّمَ بيانُ ذلِكَ في سورةِ الحِجْرِ ، وقولهم : { فَمَن يَسْتَمِعِ } الآية ، قَطْعٌ على أنَّ كلَّ مَنِ استمع الآنَ أحْرَقَه شهابٌ فليسَ هنا بَعْدُ سَمْعٌ إنَّما الإحراقُ عِنْدَ الاِستماعِ ، وهذا يقتضي أنَّ الرَّجْمَ كَانَ في الجاهليةِ ، ولكنَّه لم يكنْ بمُسْتأصِلٍ ، فَلَمَّا جاءَ الإسْلاَمُ ، اشْتَدَّ الأَمْرُ ؛ حتى لم يكُنْ فِيه وَلاَ يَسِيرُ سَمَاحَةً ، و{ رَّصَداً } : نعتٌ ل«شِهَاب » ووصفَه بالمصْدَرِ .