وقوله : { وَأَنَّهُ تعالى جَدُّ رَبِّنَا } قَالَ الجمهورُ : معناه : عَظَمَةُ ربنا ، وروي عن أنسٍ أنه قال : كان الرجلُ إذا قَرَأ البَقَرَةَ ، وآلَ عمرانَ جَدَّ في أعيننا ، أي : عَظُم ، وعن الحسن : { جَدُّ رَبِّنَا } غِنَاهُ وقال مجاهد : ذِكْرُهُ ، وقال بعضهم : جَلاَلُه ، ومَنْ فَتَح الألِفَ من قوله : { وَأَنَّهُ تعالى } اخْتَلَفُوا في تأويلِ ذلك ، فقال بعضُهم : هو عَطْفٌ على { أَنَّهُ استمع } فيجيءُ عَلَى هذا قولُه تعالى : { قل أوحي } مما أُمِرَ أنْ يقولَ النبيَّ إنَّه أوحي إليه ، ولَيْسَ هو من كلامِ الجنِّ ، وفي هذا قَلَقٌ ، وقال بعضهم : بل هو عطف على الضمير في { بِهِ } كأنه يقول : فآمنا به وبأنه تعالى ، وهذا القول أبْيَنَ في المعنى ، لكنَّ فيه من جهةِ النحو العطفَ على الضميرِ المخفوضِ دُونَ إعَادَةِ الخَافِضِ ، وذلك لاَ يَحْسن ( ت ) : بلْ هُوَ حَسَنٌ ؛ إذ قَدْ أتى في النظم والنَّثْرِ الصحيحِ ، مُثْبَتاً ، وقرأ عكرمة : ( تعالى جَدٌّ رَبُّنَا ) بِفَتْحِ الجيمِ وضَمِّ الدالِ وتَنْوِينِهِ ورفْعِ الرَّبِّ ، كأنه يقول : تعَالَى عَظِيمٌ هو ربُّنا ، فَرَبُّنَا بدَلٌ والجَدُّ : العَظِيمُ في اللغةِ ، وقرأ أبو الدرداء : «تعالى ذِكْرُ رَبِّنَا » ورُوي عنه : ( تعالى جَلاَلُ رَبِّنَا ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.