الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (73)

وقوله سبحانه :{ يا أيها النبي جاهد الكفار } [ التوبة : 73 ] .

أي : بالسيف ، و{ المنافقين } ، أي : باللسان والتعنيفِ والاكفهرار في الوجْه ، وبإِقامة الحدود عليهم .

قال الحَسَن : وأكثر ما كَانَتِ الحدودُ يومئذٍ تصيبُ المنافقين ، ومذْهَبُ الطبريِّ ؛ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يعرفهم ويسترهم ، وأما قوله : { واغلظ عَلَيْهِمْ } ، فلفظةٌ عامَّة في الأفعال والأقوال ، ومعنى الغِلَظِ : خَشَنُ الجانب ، فهو ضدُّ قوله تعالى :{ واخفض جَنَاحَكَ لِمَنِ اتبعك مِنَ المؤمنين } [ الشعراء : 215 ] .