الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (73)

قوله : { يا أيها النبيء جاهد الكفار } إلى قوله : { من ولي ولا نصير }[ 73 ، 74 ] .

المعنى : جاهدهم بالسيف{[29285]} .

قال ابن مسعود : الجهاد يكون باليد ، واللسان ، والقلب ، فإن لم يستطع فليكفهر{[29286]} في وجهه{[29287]} .

وقال ابن عباس : أمر النبي{[29288]} صلى الله عليه وسلم ، بجهادهم ، باللسان للمنافقين ، وبالسيف للكفار{[29289]} .

وقال الضحاك : جاهد الكفار بالسيف ، وأغلظ على المنافقين بالكلام .

وقال الحسن المعنى : جاهد الكفار بالسيف ، والمنافقين بإقامة{[29290]} الحدود عليهم{[29291]} .

وهو قول قتادة{[29292]} .

وقيل معنى جاهد المنافقين : إقامة الحجة عليهم{[29293]} .


[29285]:انظر: مزيد بيان في جامع البيان 14/357، 358، وتفسير الماوردي 2/382، والمحرر الوجيز 3/59، وزاد المسير 3/469.
[29286]:في الأصل: فليكفهو، وهو تحريف لا معنى له.
[29287]:جامع البيان 14/358، وتفسير ابن أبي حاتم 1841، بلفظ: "وليلقه بوجه مكفهر"، والدر المنثور 4/239، بلفظ ابن أبي حاتم.
[29288]:جامع البيان 14/359، وتفسير ابن أبي حاتم 6/1841، وتفسير ابن كثير 2/371، والدر المنثور 4/239، بزيادة في لفظته.
[29289]:جامع البيان 14/359، وتفسير ابن كثير 2/371، وتمامه: "...، وهو مجاهدتهم".
[29290]:في "ر": إقامة.
[29291]:التفسير 1/421، وجامع البيان 14/359، وتمامه: "....أقم عليهم حدود الله".
[29292]:جامع البيان 14/359، وتفسير ابن أبي حاتم 6/1641، بلفظ "وروي عن قتادة مثله"، وتفسير ابن كثير 2/371، وزاد نسبته إلى الحسن ومجاهد، وأضاف: "وقد يقال إنه لا منافاة بين هذه الأقوال؛ لأنه تارة يؤاخذهم بهذا، وتارة بهذا، بحسب الأحوال، والله أعلم" والدر المنثور 4/240، وتعقبه ابن العربي في الأحكام 2/978.
[29293]:هو قول الزجاج في معاني القرآن وإعرابه 2/461.