الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ} (6)

وقوله تعالى : { كَلاَّ إِنَّ الإنسان ليطغى } إلَى آخرِ السورةِ نَزَلَتْ في أبي جَهْلٍ ، وذلكَ أنَّه طَغَى لِغِنَاهُ وكثرةِ مَنْ يَغْشَى نَادِيه ، فَنَاصَبَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونَهَاهُ عَنِ الصلاةِ في المسجدِ ، وقال : لَئِنْ رأيتُ محمداً يسجُدُ عند الكعبةِ لأَطأَنَّ عنقَه ، فيُرْوَى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رَدَّ عليه القولَ وانْتَهَرَهُ ، وعبارةُ الداووديّ : فَتَهَدَّدَهُ النبي صلى الله عليه وسلم ، فَقَال أبو جهل : أتُهَدِّدُني ؟ أما واللَّه إني لأكْثَرُ أهْلِ الوادِي نَادِياً فَنَزَلَتْ الآيةُ ، انتهى . و{ كَلاَّ } ردُّ على أبي جهلٍ ، ويتَّجِه أَنْ تَكُونَ بمعنى : حقًّا .