الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ} (4)

والقَسَمُ واقع على قوله تعالى : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } أي : في أحسن تقويم ينبغي لَه ، وقال بعضُ العلماءِ بالعموم ، أي : الإنسانُ أحسنُ المخلوقَاتِ تقويماً ، ولَمْ يَرَ قومٌ الحِنْثَ على مَنْ حَلَفَ بالطلاقِ أنَّ زوجتَه أحسنُ من الشمس ؛ محتجين بهذهِ الآيةِ ، وحسْنُ التقويمِ يشملُ جميعَ محاسنِ الإنسانِ الظاهرةِ والباطنةِ ؛ من حسن صورتهِ ، وانتصابِ قامَتهِ ، وكمالِ عقلهِ ، وحسن تمييزِه ، والإنسانُ هنا اسمُ جنسٍ ، وتقديرُ الكلام : في تقويمِ أحسنَ تقويمٍ ؛ لأَن { أَحْسَنُ } صفةٌ لا بُدَّ أنْ تَجْرِي على موصوفٍ .