فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ} (6)

{ كلا } ردع وزجر لمن كفر نعم الله عليه بسبب طغيانه وإن لم يتقدم له ذكر ، وقيل : معناه حقا ، وهو مذهب الكسائي ومن تبعه ؛ لأنه ليس قبله ولا بعده شيء يكون { كلا } ردا له كما قالوا في{ كلا والقمر } ، ومذهب أي لكونه مظنة جملة كما بعد التنبيه نحو { ألا إنهم هم المفسدون } ، ولو كانت بمعنى حقا لما كسرت إن بعدها لكونها مظنة مفرد ، وفي الكواشي يجوز في { كلا } أن تكون تنبيها فيقف على ما قبلها ، وردعا فيقف عليها .

ومعنى { إن الإنسان ليطغى } أنه يجاوز الحد ويستكبر على ربه ، قيل : المراد بالإنسان هنا أبو جهل وهو المراد بهذا وما بعده إلى آخر السورة ، وأنه تأخر نزول هذا وما بعده عن الخمس الآيات المذكورة في أول هذه السورة .