الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ} (5)

{ ثُمَّ رددناه أَسْفَلَ سافلين } قال قتادةُ وغيره : معناه بالهَرَم وذهولِ العقلِ وهذهِ عِبْرة منصوبةٌ ، وعبارةُ الثعلبيِّ : { في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } قيل : اعتدالهُ واستواءُ شبابهِ ، وهو أَحْسَنُ ما يكونُ ، { ثُمَّ رددناه أَسْفَلَ سافلين } بالهَرَمِ ؛ كما قال : { إلى أَرْذَلِ العمر } والسافلونَ : الهَرْمَى والزَّمْنَى والذين حَبَسَهُم عذرُهم عن الجهادِ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزَلَ اللَّه عُذرَهم وأخبرَهم أن لهم أجْرَهم الذي عَمِلُوا قبلَ أن تَذْهَبَ عقولهُم ، انتهى . وفي البخاريّ عنه صلى الله عليه وسلم " إذا مَرِضَ العبدُ أو سَافرَ كتبَ اللَّه له مثلَ ما كانَ يعملُ مقيماً صحيحاً " وهكذا قال في الذين حَبَسَهُم العذرُ ، انتهى .