تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ} (6)

الآيتان6و7 : وقوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى } { أن رآه استغنى } طغى بالغنى ، أي تكبر ، وافتخر بما رأى نفسه غنية . وعلى هذا ما روي في الخبر{[23871]} من التعوذ من غنى يطغي وفقر ينسي ، لأن الغنى يحمل على التكبر والافتخار والطغيان ، والطغيان هو المجاوزة عن الحد والتعدي فيه ، والفقر المنسي هو المجهد الذي ينسي غيره من النعم ، أعني ينسي غير المال من صحة البدن والعقل والعلم ونحو ذلك .

وقوله تعالى : { إن الإنسان ليطغى } { أن رآه استغنى } ليس هذا وصف ذلك الكافر بعينه على ما ذكره أهل التأويل أبي جهل ، لعنه الله ، ولكن ( هو وصف ){[23872]} كل كافر أن رأى نفسه غنية .


[23871]:انظره في الترمذي: 2306
[23872]:ساقطة من الأصل وم