فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورٗا} (30)

وكأن الآية الكريمة : { وقال الرسول يارب إن قومي اتخدوا هذا القرآن مهجورا } تبيين لشكاية النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه من قومه الطاعنين في الكتاب العزيز الصادين أنفسهم وغيرهم عن تقديسه واتباع منهاجه ( وهم ينهون عنه وينأون عنه . . ){[2568]} .

يقول النيسابوري : سؤال : هذا النداء بمنزلة قول نوح : " . . رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرار " {[2569]}فكيف صارت شكاية نوح سببا لحلول العذاب بأمته ، ولم تصر شكاية نبينا- صلى الله عليه وسلم سببا لذلك ؟ الجواب لأن الكلام بالتمام وكان من تمام كلام نوح : " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا " {[2570]} ، ولم يكن كلام رسولنا إلا مجرد الشكاية ولم يقتض الدعاء عليهم ، وذلك من غاية شفقته على الأمة وإن بلغ إيذاؤهم إياه الغاية .


[2568]:سورة الأنعام.من الآية 26.
[2569]:سورة نوح.من الآية5 والآية6.
[2570]:سورة نوح.من الآية26.