ثم إن الكفار لما أكثروا من الاعتراضات الفاسدة ووجوه التعنت ضاق صدر الرسول صلى الله عليه وسلم وشكاهم إلى الله عز وجل وقال : { يا رب إن قومي } يعني قريشاً { اتخذوا هذا القرآن مهجوراً } أي تركوه وصدّوا عنه وعن الإيمان به . وعن أبي مسلم أن المراد : وقال الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، يوم القيامة . روي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم " من تعلم القرآن وعلمه وعلق مصحفاً لم يتعاهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقاً به يقول يا رب العالمين عبدك هذا اتخذني مهجوراً اقض بيني وبينه " وقيل : هو من هجر إذا هذى . والجار محذوف أي جعلوه مهجوراً فيه . وعلى هذا فله معنيان : أحدهما أنهم زعموا أنه كلام لا فائدة فيه . والثاني أنهم كانوا إذا سمعوه لغوا فيه . وجوز الكشاف أن يكون المهجور مصدراً بمعنى الهجر كالميسور والمجلود أي اتخذوه هجراً . سؤال : هذا النداء بمنزلة قول نوح { رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً فلم يزدهم دعائي إلا فراراً } [ نوح : 5 ] فكيف صارت شكاية نوح سبباً لحلول العذاب بأمته ولم تصر شكاية نبينا ، صلى الله عليه وسلم ، سبباً لذلك ؟ الجواب أن الكلام بالتمام ، وكان من تمام كلام نوح { رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً } [ نوح : 26 ] ولم يكن كلام رسولنا إلا مجرد الشكاية ولم يقتض الدعاء عليهم وذلك من غاية شفقته على الأمة وإن بلغ إيذاؤهم إياه الغاية " ما أوذي نبي مثل ما أوذيت " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.