فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا} (31)

{ وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا31 }

الذين يجادلون في آيات الله ويكذبون بالكتاب وبمن أنزل عليه الكتاب قالوا في القرآن منكرا من القول وزورا ، فمن قولهم : إنه افتراه إلى قولهم : أساطير الأولين اكتتبها إلى قولهم : إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ، إلى قولهم : لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا فكان ذلك مما قد يحزن النبي صلى الله عليه وسلم فساق الله تعالى له من الأنباء ما يثبت فؤاده ، وأن هذا سنة أهل الحق ، منذ بدء الخلق ، فما من نبي إلا نبعث له ونابذه العداء طائفة من المجرمين : ( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين ){[2571]}( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا . . ){[2572]} ، وحسب النبي والمؤمنين أن مالك أمرهم ومصلحهم يتولى هدايتهم ، وعدوهم أولياء الشيطان يضلهم ويسول لهم ، وكفى النبي والمؤمنين القوي القدير يؤيدهم ويظهرهم على عدوهم ، والمجرمون يتولون الشيطان وهو خاذلهم مصداقا لوعد الله العليم الخبير : ) إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين( {[2573]} .


[2571]:سورة الأنعام. الآية 34.
[2572]:سورة الأنعام.من الآية112.
[2573]:سورة آل عمران.الآية 175.