فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورٗا} (30)

{ وَقَالَ الرَّسُولُ } أي : يقول في يوم القيامة بثا وشكاية لله مما صنع قومه . أو هو حكاية لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا : { يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ } الذي جئت به إليهم وأمرتني بإبلاغه وأرسلتني به { مَهْجُورًا } أي : متروكا ، لم يؤمنوا به ، ولا قبلوه بوجه من الوجوه ، أو لم يعملوا به . وقيل من هجر إذا هذي ، والمعنى أنهم اتخذوه هُجرا وهذيانا . وقيل : المعنى مهجورا فيه ، وهجرهم فيه قولهم : إنه سحر ، وشعر ، وأساطير الأولين .