{ فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم } هدى الله نبيه وكليمه وأمره أن يضرب البحر بعصاه فانحسر الماء إلى فلقتين ، وافترق على فرقتين عاليتين كالجبلين الأشمين ، وبينهما فرجة جافة يسيرعليها من يعبر لا يعوقه شيء كأنها درب على اليابسة ، هكذا جاء البيان في آيات كريمة : ) . . فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى( {[2682]}وجاوز الله تعالى ببني إسرئيل البحر ، ونجوا مع رسولي ربنا موسى وهارون عليهما الصلوات والتسليم ، فأتبعهم فرعون بجنوده ، فهم موسى – على ما قال المفسدون- أن يضرب البحر مرة أخرى لتلتحم الفرقتان ، وينطبق البحر كما كان ، فيحول بينهم وبين ملاحقة فرعون وجنوده لهم ، فنودي من لدن ربه( واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون( {[2683]} .
وظلت جنود فرعون تتابع زحفها ، وما علم ولا علمت الجنود أنها بزحفها ستلقى حتفها ، حتى إذا صاروا في البحر جميعا أمر الله البحر أن ينطبق عليهم فانطبق فغرقوا لم يفلت منهم أحد ) . . إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين( {[2684]} ، ولكن هذا المتأله الذي طغى وعتا حين أدركه الموت قال : آمنت ، لكن حيث لا ينفع نفسا إيمانها ) . . . لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا . . ( {[2685]} فحسرهم الكبير المتعال بقدسي المقال : )آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين . فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية . . ){[2686]} وابتلع البحر سائر المجرمين ) فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين( {[2687]} وجعلهم ربنا سلفا ومثلا للآخرين ، لعل في هذا مزدجرا للبغاة المعاندين ، والكفرة الفجرة الجاحدين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.